الشيخ سيدي محمد قمار

About الشيخ سيدي محمد قمار

مقدمة الطبعة
بسم الله الرحمان الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد النبي المصطفى الكريم وعلى آله
وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد أيها القارئ الكريم،
صح عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال: قال رسول
الله صل الله عليه وآله وسلم: "من سلك طريقا يبتغي فيه علما، سلك
الله به طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم
وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى
الحيتان في الماء وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر
الكواكب إن العلماء ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم "فمن أخذ به فقد أخذ بحظ وافر
لقد كان هذا الحديث الجامع لكل الدين ككل أحاديثه صل
الله عليه وآله وسلم، يحفزني ويدفعني إلى جمع ارث واحد من أكابر
المربين في الطريقة التجانية وهو المحتفى به رضي الله عنه في هذا
الكتاب، ألا وهو سيدي محمد بن إبراهيم القماري مقدم الطريقة.
التجانية في تونس العاصمة، لقد كنت الازمه جل أوقات اليوم
والليلة وكنت أتشوق لعذب كلامه وما أعطاه الله تبارك وتعالى
من الفهوم الجلية الصافية، فكنت أدون كلامه أمامه وهو يتكلم
وأنا أكتب وإني أعتقد أن هذ هو الإرث الحقيقي لهذا الرجل الذي
قل أن يجود الزمان بمثله، وهو وارث محمدي عارف بالله تعالى كما
سنرى من خلال هذه الترجمة المباركة ان شاء الله، وقد وردت
الوراثة النبوية في آخر حديث سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه انه
مر بسوق المدينة فوقف عليها فقال: يا أهل السوق ما أعجزكم! قالوا:
وما ذاك يا أبا هريرة؟ قال: ذاك ميراث رسول الله صل الله عليه
وآله وسلم يقسم وأنتم هاهنا، ألا تذهبون فتأخذون نصيبكم منه؟ قالوا:
وأين هو؟ قال: في المسجد، فخرجوا سراعا ووقف أبو هريرة لهم
حتى رجعوا فقال لهم: ما لكم؟ فقالوا: يا أبا هريرة قد أتينا المسجد
فدخلنا فيه فلم نر فيه شيئا يقسم؟ فقال لهم أبو هريرة: وما رأيتم في
المسجد أحدا؟ قالوا: بلى، رأينا قوما يصلون وقوما يقرؤون القرآن
وقوما يتذاكرون الحلال والحرام، فقال لهم أبو هريرة: ويحكم فذاك
ميراث رسول الله صل الله عليه وآله وسلم".
ويشهد كل من عرف سيدي الحاج محمد القماري رضي
الله عنه أنه وارث كامل مكمل وأنه أفنى عمره في بث هذا الإرث
النبوي لأبناء المسلمين